نحكي عن مجتمعاتنا بوصفها ذكورية، تحكمها التقاليد البطركية، المتباهي بفحولته، مستعينا على المنطق، بالدين وبالقوامة، وهكذا تستيطع النساء الاستكانة تماما ، مادامت هذه رغبة مقدسة ، ومادام المجتمع بقضه وقضيضه يجمع على أن المركب التي لها ربانين لاشك غارقة، رغم أن الحكمة تقضي بتداول الرأي والمشورة، وأنه من الاستبداد أن يحكم شخص واحد بأمره، ماعلينا
إذ من الطريف أن نعلم بأن في اطراف الأرض ، في مكان ما يبدو تبادل الأدوار بين الأنثى والذكر ممكناً في الطبيعة والتاريخ، ففي غينيا هناك قبائل (الأرابيش) ويحمل رجالها لهم سمات الأمومة، فغاية الحياة في نظر الرجال والنساء على السواء هي الحمل وتنشئة الأولاد، والفعل " يحمل طفلاً" يعني الأب أو الأم، وهم – أي قبائل الأرابيش ) يعتقدون أن الرجل يعاني آلام المخاض سواء بسواء كالمرأة، فإذا كان الولد يخلق من نطفة الرجل وعلقة الأم فإن " نسمة الحياة " تأتي من أحد الوالدين..!
أما قبيلة (مندوجومور) وهي أيضاً في غينيا، فالتماثل بين شخصيات الرجال والنساء، يكمن في نشأة القسوة وتناقص جوانب الأمومة ومظاهرها في كلا الجنسين، فكلاهما الأب والأم ملول ويتضايق من تربية الأطفال..!أما عند قبائل (تشامبولي) فالمرأة هي الطرف السائد المتجرد من العاطفة، وهي الآمرة الناهية، أما الرجل فهو الأقل إحساسا بالمسؤولية، وهو الذي يعتمد على غيره من الناحية العاطفية، وعندهم في تلك الأقاصي تخرج النساء لصيد السمك وجمع الطعام، فيما يختص الذكور بصنع الأقنعة وفنون الرقص والحفر..
وعليه ، علينا أن نتوقع كل شيء، وأن لاتكون مفاهيمنا قاطعة حول الامور ، فهناك دائما المختلفون
0 التعليقات:
إرسال تعليق